تعد حضارة الأنكا من الحضارات القديمة التي نشأت في امريكا الجنوبيه في البيرو وتحديداً في جبال الأنديز
وهي تعتبر من الأمور التي الحضارات التي لازال يلفها الغموض ويظهر ذالك في
المباني والكتابات التي اكتشفت حيث استطاع العلماء تفسير بعظها وبعضها لم
يتمكنوا من تفسيره إلى الآن تنحدر الشعوب التي كانت تنتمي لهذه الحضارة من
اصل اسيوي وكانوا يعبدون الحيوانات والنجوم والشمس والقمر من العادات
الغربيه لدى هذه الشعوبانه عندما يحس شخص الأنكا بدنو الأجل يجهز بصورة
خاصة في عادات تسمى في مجملها «الشامان» يعرف الشخص على مكان دفنه
والأغراض التي ستكون معه وكيفية تحنيطه مؤقتا وكيفية العودة للحياة بعد
الموت وهم يوقنون ضمن الخرافات السائدة عندهم أن للإنسان ثلاثة أيام فقط
يقضيها ميتا ثم من بعدها يعود للحياة في صورة شخص آخر كان من اهم يميز هذه
الحضارة هي الأهرانات المدرجة التي كانت تستخدم لتقدم القرابين البشرية
لشمس التي كانت تمثل الألهة الأولى لديهم عموما هذه مجموعه من الصور لوادي
يسمى ( ماشو بيشو )
صور الحضارة والحكم
كلمة «أنكا» تعني الملك أو الابن الأوحد للشمس ومن المظاهر الغريبة انه
يتزوج بأخته الشقيقة للمحافظة على الدم الملكي وتسمى الملكة «كويا» ويعتبر
الاثنان منحدرين من إله الشمس وفق عبادتهم الخاطئة، ويقال ان نسل
الامبراطورية كان به أربعمائة طفل من هذا الهجين كما ان للملك وحده حق منح
زوجة إضافية للنبلاء من علية القوم.. وما زالت هذه العادة تجري إلى الآن
بين الأغنياء الاقطاعيين في مجاهل غابات «بيرو» و«الاكوادور» و«بوليفيا»
وبعض دول امريكا اللاتينية.
بنى الانكا هرما اجتماعيا رأسه شخص عرف كحاكم مطلق ومن بعده تأتي طبقة
«الاوريجونز» النبلاء أو ذوو الآذان الكبيرة لما يعلقونه عليها من حلي
ثقيلة ومن بعدهم «الرونا» أو العامة من الناس ثم خدم المنازل أو
«اليانكوناز» ومن ثم العبيد أو «الميتيمايز» ومن مظاهر ملوك الأنكا أن من
يريد الدخول على الملك يجب عليه ان يحمل ثقلاً عظيماً على ظهره وان يدخل
زحفاً ولا يرفع عينيه عن الأرض عند الحديث مع الملك الذي عادة ما يكون
محاطا بعدد من زوجاته وذلك لمسح لعابه عند الحديث لمنع السحر الذي قد
يحمله العوام ليصيب الملك!! ويحمل الملك على هودج من الذهب الخالص ويرتدي
ثيابا من أجود أنواع الصوف وعادة لا يلمس الأرض برجليه ويحمل صولجان الملك
الذهبي ذا الثلاثة صقور ويرتدي قناعاً ذهبياً على شاكلة شمس يسمى
«ماسكايباشا» يتدلى منه حبل ذهبي مجدول يسمى «لولايتو» ويعتمر قبعة من ريش
النعام وحلقين ذهبيين وغطاءً من الجلد وصوف الفيكونا النادر من القدم وحتى
الخاصرة المرصع بالأحجار الكريمة والتركواز. ولامتداد أراضيهم بين منحدرات
جبال الانديز الباردة نجد أنهم مهرة في غزل الصوف وحياكة الملابس ذات
الطبقات اتقاء لشر البرد يوشحها أغنياؤهم بالذهب والأحجار الكريمة التي
تكثر في المملكة كنتاج طبيعي للبراكين فهو يوجد على شكل اشبه بالجاهز عند
مصبات الأنهار دون تعدين يذكر مما جعلها مطمعاً للغزاة الاسبان ومن بعدهم
البرتغاليين في التاريخ الحديث، عرف الأنكا التحنيط كما في حضارات وقدماء
المصريين والنوبة السودانية كما بنوا اهرامات مدرجة موجودة في المكسيك إلى
الآن لحفظ مومياوات الملوك «مالكيي» ومقتنياتهم التي يزعمون أنهم
سيستعملونها في الحياة الآخرة.
اللغة الرسمية للدولة سميت «رونا سيمي Runa Simi» وهي لم تكتب إلى الآن،
بل تّم توارثها شفاهة، اعتمد الانكا قانونا حياتيا يقول بأنك تعاقب لو كنت
«لصا أو كاذبا أو كسلان» وقد سرى هذا القانون بقوة على العوام من الناس.
عُرف الأنكا بهندسة مقاييس دقيقة تجلت في وجود نحاتين قلما عرفت الحضارات
القديمة مثلهم لأنهم ببساطة لم يُتح لهم الأخذ من أي من الحضارات في
منطقتهم مما أوجد الأساطير والخرافات عن كيفية نقل ونحت الصخور بتلك الدقة
وكأنهم استعانوا بسكان كواكب أخرى، بنوا معابد الشمس «الواكاس»، وبناء
الكباري المعلقة «الشاكا» بين ممرات الجبال الشاهقة ومجاري الأنهار
الجبلية الهادرة مستخدمين حبالا منسوجة مدعمة بمعادن على سقالات خشبية
ضخمة بحيث يسحب الشخص حبلاً معيناً يأخذه من قمة لقمة فيما يشبه البكرات
وعمم هذا النظام مهندسون مدربون على طول شبكة الطرق في الامبراطورية، دعمت
تلك الجسور نظام البريد المعروف باسم «شاسكي» الذي استخدم فيه الشباب
الأقوياء الذين يمتطون حيوان «اللاما» ذا الشبه الذي يجمع ما بين النعامة
والحصان لنقل رسالة شفهية، مادية او بنكنوت وضرائب ملكية تعرف ب«كوبيكو»
ولمسافة تتعدى 250 ميلاً في اليوم بين مطارق جبلية غاية في التعرج مما يدل
على بأس هنود الانكا، فقد نجح الانكا إلى حد كبير في الربط ما بين الصخور
المنحوتة بدون مواد رابطة، فكانت قراهم عبارة عن بيوت بنيت بشكل طبقي من
صخور ضخمة وجدت في حضن جبل يطل على وادٍ صالح للزراعة، وتشمل هذه المنازل
غرف الضيافة والنوم ومخازن الطعام كلاً حسب حاجته من التهوية والضوء
بأنامل فنية ماهرة أذهلت علماء الآثار أخذت علمها بفطرة من المولى سبحانه
وتعالى، وقد عُزي ذلك إلى ان المنطقة ذات طبيعة بركانية تشتهر بأنها أشهر
حزام للزلازل في العالم مما جعلهم يحتاطون ولا يلجأون إلى استخدام المواد
الطينية الرابطة بل يعتمدون على حفر قطعة صخرية واحدة ضخمة الحجم يقيمون
فيها سكنهم المريح مما جعل من مدنهم وقراهم مدرسة لمهندسي العمارة الحديثة
إلى الآن. لقد حبا الله الانكا بفن المحابس الزراعية قبل غيرهم من كافة
الحضارات حيث ان أراضيهم البركانية الخصبة لم تكن لتصمد أمام الهطول
العنيف لأمطار الجبال ولكنهم ابتكروا نظاماً متطوراً للري بحيث يحجز الماء
فيما يشبه السد ومن ثم يروي الأرض شيئاً فشيئاً دونما تجريف أو خسارة
تذكر.
المعتقدات لدى الأنكا
الأنكا شعوب ضاربة في الوثنية الكاملة، فالحيوانات والطيور مثل الكاجوار
أو أسد الجبال والبومة والمظاهر الطبيعية مثل الرعد والبرق بنوا لها
المعابد المحمية وكانت العبادة يعين لها كهنة يعدون بمثابة الوسيط بين
العامة وما يعبدونه «ويراكوشا» وزخرفوا تلك المعابد بالذهب والأحجار
الكريمة وكان يقدم لها القرابين الغريبة مثل ذبح بنت يتيمة الابوين لم
تبلغ عند بداية موسم المطر.. ولكن أعاد بعض علماء التاريخ التحول إلى
تقديس الشمس وسموا وثنيتهم هذه «أنتي» أو ابن الشمس وبنوا الاهرامات
المدرجة لذلك الغرض لتصل لشعاع الشمس فوق غابات نهر الأمازون الكثيفة
دليلاً على تمدنهم النسبي بعدما توحدوا ووسعوا رقعة الامبراطورية.
للأنكا وادٍ يسمى «Machu Pichu ماشو بيشو» يعتبرونه مقدسا ويقطع الوادي
نهر «أوروبامبا» المقدس عندهم، ويحرصون على المرور به والاغتسال من ماء
النهر لاعتقادهم أن قوة خارقة تعتري الشخص الذي يمر به، والغريب أنهم
يبتلعون حصاة صغيرة من أحجار هذا الوادي بل وأعشابه أو يضعونها تحت
ألسنتهم أو جلودهم أو حتى مخادعهم ظنا منهم جهلا أنها ترد الأعداء و تجلب
الحظ أو تشفي السحر وتزيد من قوة الجنس أو جهاز المناعة ضد الأمراض.
برع الأنكا في طب الأعشاب وبخاصة متطلبات الجمال من بشرة صافية وتخسيس
للوزن ومعالجة أمراض الدم والجهاز الهضمي حيث اكتشفوا بالتجربة أن لبعض
جذور النباتات في غابات وجبال الإنديز دور في ذلك.يتزوج الأنكا عادة في سن مبكرة بين 15 إلى 20 سنة والغريب في الأمر أن
الزوج لا يكون له يد في الاختيار بل الأسرة أو الزعماء أو مالكي الأراضي
هم الذين يختارون له زوجته والمقياس الأساسي في الزواج هو التكاثر العددي
حيث يتوالدون بأعداد كبيرة للحاجة إلى أيادٍ تساعد في العمل والمساعدة في
حياة الجبال القاسية وعادة ما يقدم الذهب أو الأحجار الكريمة كهدايا من
أسرة الزوج ويقدم أهل العروس الملابس الصوفية الرائعة الغزل والحبوب
المخزنة.
وللمرأة دور أساسي في حياة الأنكا حيث يعتمد عليها في مناحي الحياة يدا
بيد مع الرجل في الزراعة ورعي حيوان «الألباكا» الذي يشبه الخراف وتربية
الأبناء ولكن ذلك لا يمنع السيادة المطلقة للرجل.
حضارة لم تقلد حضارة أخرى
بهرت مملكة شعوب الأنكا، هنود أمريكا اللاتينية وسكانها الأصليين باحثي
الحضارات القديمة لكونها لم تقلد أياً من الحضارات القريبة منها ولكونها
نشأت في قمم تعد من سقوف العالم بالإضافة إلى إنشائها لأهرامات حجرية
مدرجة ضخمة وغاية في الدقة والهندسة وجلبوا لها الأحجار الضخمة من الجبال
البعيدة إلى أواسط الغابات بطرق نقل أثارت حولها الأقاويل حتى اشتط البعض
خيالا في تدخل كائنات فضائية عاشت معهم، كانت حضارة الأنكا من الغنى بحيث
تداول العامة أحجارا كريمة ومعادن نفيسة استخدمت في البيع والشراء بأسلوب
المقايضة إضافة إلى توفر ثروات زراعية معقولة كل ذلك جعل منها مطمعا
للمستعمر الإسباني والبرتغالي الذي سرق ثروات هذه الحضارة بصورة بشعة وما
فتئ بأشكاله المختلفة وإلى يومنا هذا يحاول استحلاب ثروات الدول والحضارات
في شتى بقاع المعمورة بأساليب مختلفة.
ويبقى أن نعرف أن الآثار التي تعكس أصل حضارة الأنكا قد تعرضت لدمار شديد
بفعل عدة زلازل ضربت المنطقة في الداخل وعلى السواحل وقد دثرت أهم تلك
الآثار في مياه المحيط الهادي، وتنادت عدة منظمات دولية تابعة للأمم
المتحدة وغيرها من دول الغرب بحملة دولية لترميم وإعادة ما تم استلابه من
آثار الهنود الانكا الرائعة الجمال.