صنع الله إبراهيم
كاتب روائي وقصة قصيرة ومسرحي
٣ أيار (مايو) ٢٠٠٥بقلم
تمثل سيرة صنع الله إبراهيم بصورة نموذجية إلي حدٌ ما، حياة عدد كبير من المثقفين العرب الذين ينتمون إلي ما يدعي جيل الستينيات، كما كان يسمي آنذاك الكتاب الصاعدون جيل ما بعد نجيب محفوظ . فقد بدؤوا في أعوام الستينيات يكتبون وينشرون، وقد سيٌسوا جميعا بشدٌة من خلال تنشئتهم في شبابهم.
ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة سنة 1937، أي في زمن كانت فيه مصر مستقلة من الناحية النظرية، ولكن القوات البريطانية ظلت تحتل منطقة قناة السويس طوال عشرين سنة أخرى
لقد عايش كشابٌ وككثير من أبناء جيله¬ مرحلة النهضة التي أعقبت الاستعمار وآمال الديمقراطية والعدالة الاجتماعية عميقة. في تلك السنوات بدأ صنع الله إبراهيم دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن انصرف إلي الصحافة والسياسة. لقد كانت تلك السنوات سنوات القومية العربية وسياسة الاشتراكية العربية، ولكن الحكومة كانت لا تسمح بتوجيه أي نقد إليها. وبسبب عضويته في حزب شيوعي منشقٌ سجن صنع الله إبراهيم عدٌة مرات لفترة قصيرة، إلي أن سجن خمس سنوات ونصف السنة، من 1959 إلي 1964، وذلك في سياق حملة شنٌها جمال عبد الناصر ضدٌ الشيوعيين والماركسيين .
وإلى فترة الاعتقال هذه ترجع الصداقة التي نشأت بين صنع الله إبراهيم وبين الكتاب كمال القلش و رؤوف مسعد وعبد الحكيم قاسم، وكذلك مع الصديق شهدي عطية الشافعي الذي مات تحت التعذيب.
وبعد تسريحه من السجن اشتغل صنع الله إبراهيم في البداية صحفيا لدي وكالة الأنباء المصرية (مينا) عام 1967، وفي برلين الشرقية لدي وكالة الأنباء الألمانية (أ.د.ن) التابعة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا من 1968 إلي 1971. وتلت ذلك إقامة في موسكو لمدٌة ثلاث سنوات، اشتغل خلالها على فنٌ الفيلم، وذلك ضمن دراسة علم التصوير السينمائي، ليحزم أمره بوضوح لصالح الكلمة المكتوبة. وبعد عودته عام 1974 إلي القاهرة في عهد السادات، عمل صنع الله إبراهيم لدي دار نشر، قبل أن يتخذ في عام 1975 قراره بأن ينذر نفسه للكتابة بصفته كاتبا حرٌا.
نشر صنع الله إبراهيم حتي اليوم ثماني روايات هامٌة، وقصصا قصيرة، والعديد من الروايات البيئية الموجهة إلي الشبيبة كشكل من أشكال توصيل المعرفة، وعدٌة رسومات قصصية ملتزمة. وفي مقالته الذكية المنشورة ضمن الكتاب المصوٌر القاهرة من الحافة إلي الحافة (1999) برهن صنع الله إبراهيم بطريقة أخري علي قدراته كمحلل مستفزٌ وثاقب النظر للأوضاع السياسية والاجتماعية، مثلا عندما أثبت أن الرجل العربي هو في الحقيقة من يرتدي الحجاب، وأنه غير قادر علي أن يتكيف مع خسارة موقعه المهيمن، ومع التحول الاجتماعي السريع. إن هذا الكتاب، الذي يربط فيه صنع الله إبراهيم طوبوغرافيته الشخصية بالجوانب العامة لتاريخ المدينة، هو إعلان حبٌ مرير لمدينته القاهرة.
ومع أنٌ الأعوام التي قضاها في السجن، وهو في الثانية والعشرين إلى السابعة والعشرين من العمر، ومارافقها من تعذيب وأشغال شاقة، قد شكٌلت تجربة تراوماتية بالنسبة إليه، فإن صنع الله إبراهيم نجح في أن ينظر إلي ذلك الزمن نظرة إيجابية، وقد وصفه ذات مرٌة ب جامعته: من نزلاء السجن الآخرين، كالكاتب المصري المعروف محمود أمين العالم، ورفقاء آخرين، تعلمت المعني الحقيقي للعدالة والتقدٌم وحبٌ بلادي. وفي المعتقل اتخذ صنع الله إبراهيم قرارا بأن يصبح كاتبا. إن روايته الأولي تلك الرائحة الصادرة عام 1966، والتي تعالج تجربة الاعتقال والأيام الأولي التي أعقبته، قد وضعت معايير لمجمل أعمال صنع الله إبراهيم اللاحقة
من أعماله
تلك الرائحة عام 1966 روايته الأولى التي نشرت غير كاملة التي تصف تجربته في السجن والفترة بعد خروجه مباشرة حددت اتجاه نشاطه الأدبي الكامل بعد ذلك. تم مصادرة رواية " تلك الرائحة " من سنة 1966 حتى 1986 حيث تم نشرها لأول مرة بكامل نصوصها الأصلية.
إنسان السد العالي ـ القاهرة عام 1967 بالاشتراك مع كمال القلشة ورؤوف مسعد
حدود حرية التعبير ـ دراسة عام 1973
رواية نجمة أغسطس عام 1974
الدلفين يأتي عند الغروب ـ رواية عام 1983
رواية اللجنة عام 1981
رواية " يوم عادت المملكة القديمة " عام 1982 وقد نالت جائزة أحسن رواية لعام 1982 من المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم .
اليرقات في دائرة مستمرة عام 1982
عندما جلست العنكبوت تنتظر ـ عام 1982
زعنفة الظهر يقابل الفك المفترس ـ عام 1982
الحياة والموت في بحر ملون ـ عام 1983
رواية ذات عام 1992 في القاهرة
رواية بيروت الصادرة عام 1984
كمؤرخ لزمنه طرح صنع الله إبراهيم موضوع الحرب الأهلية في لبنان
رواية شرف الصادرة سنة 1997.
رواية وردة الصادرة عام 2000 وفيها يعالج تجربة جبهة التحرير في سلطنة عُمان أوئل السبعينات
رواية أمريكانلي الصادرة عام 2003
أحدث رواياته هي "أمريكانلي"(2003) التي يمكن أن تقرأ " أمري كان لي"وتسجل تجربة أستاذ تاريخ مصري في جامعة أمريكية وتعرض لتاريخ كل من البلدين.