تحدُثُ هَذِهِ الموْجَة العِمْلاقَة نَتِيجَة هَزَة أَرْضِيَة في قَاعِ البَحْر.. وَ في أَعْقَاب هَذِهِ الهزَة الأرْضِيَة تَسِير مَوْجَة تْسُونَامِي الرَهِيبَة عَبْرَ المحِيط المتَسِع لِتَضْرِبَ فَجْأَةً أَقْرَبَ شَاطِئ تُصَادِفُه. وَفي اليَابَان بَلَدُ الزَلازِل كَانَ الأهَالي دَائِمًا يَتَوَقَعُونَ مَوْجَة تْسُونَامِي كُلَمَا حَدَثَ زِلْزَال.
وَ في عَام 1964م ضَرَبَ زِلْزَال قَاعَ المحِيط الهَادِي نَتَجَ عَنْهُ مَوْجَةً عِمْلاقَةً قَطَعَت 2250 مِيلا حَتى دَخَلَتْ إِلى شَاطِئ هَاوَايْ بَعْدَ مُدَة 4 سَاعَات وَ34 دَقِيقَة أَيْ بِسُرْعَة 490 مِيلا في السَاعَة.. وَ كَانَ ارْتِفَاعُ الموْجَة الغَاضِبَة المشْحُونَة عِنْدَ وُصُولهَا لِلْجَزِيرَة 45 قَدَمًا فَأَدَتْ إِلى مَقْتَل 173 شَخْصًا، وَجَرَحَت المئَات، وَ أَدَت إِلى تَشْرِيد أَغْلَب سُكَان بَلْدَة هِيلُو عَلَى جَزِيرَة هَاوَايْ.
وَ كَلِمَة تْسُونَامِي يَابَانِيَة الأَصْل، وَ يخْشَاهَا اليَابَانِيُون وَ كَأَنَكَ تَتَكَلَمُ عَنْ عِفْرِيت.. وَ الموْجَة تَكُون فَوْقَ مِنْطَقَة الزِلْزَال في البَحْر أَوْ المحِيط وَ تَسِير هَذِه الموْجَة الرَهِيبَة وَ الغَرِيبَة في الأَعْمَاق، وَ لَيْسَ عَلَى سَطْح المَاء وَ حَتى السُفُن التي تَسِير في البَحْر لا تُلاحِظُهَا وَ عِنْدَمَا تَصِلُ إِلى الشَاطِئ فَإِنهَا تُعَادِل قُوَة قُنْبُلَة ذرِيَة تحْمِل أَطْنَانًا مِنَ الطَاقَة بِدَاخِلِهَا.. وَ المثِير أَنَ مَنْزِلا – وِفْقَ لِرِوَايَة الشُهُود – في هَاوَايْ قَدْ اقْتُلِعَ مِنْ أَسَاسِه وَ طَارَ في الهوَاء مِئَات الأَمْتَار.