أقدمت ليبيا على قطع إمدادات النفط عن سويسرا وإيقاف شركتي «أي بي بي»
و«نستلي» مع التهديد بسحب الودائع الليبية من المصارف السويسرية، إضافة
إلى قطع العلاقات بين البلدين في حالة ما إذا لم تعتذر السلطات السويسرية
عن اعتقال نجل القذافي هنيبعل الأسبوع الماضي، على إثر ذلك هاجمت الصحافة
السويسرية، الصادرة أمس، ليبيا واصفة إياها بدولة النظام الديكتاتوري التي
«ما زالت مفاهيم استقلالية العدالة وفصل السلطة وحقوق الإنسان غريبة
عنها».
وعرضت صحيفة بليك صورا وألقابا لكل من أبناء القذافي، فكان القذافي
الأب «زعيم المجموعة» وسيف الإسلام «رجل الأعمال» وسعدي «لاعب الكرة»
وعائشة «الشقراء» وهنيبعل «صاحب المشاكل». وخلصت الصحيفة إلى القول بأن
التمر لا يتساقط بعيدا عن النخلة وأن الأبناء ليسوا بأفضل حالا من الأب.
كما دعت الصحف إلى جبهة صلبة في وجه الهجمة الليبية التي تحاول فرض
«عدم تطبيق القانون» على الجميع، ودعت إلى رفض الشروط الليبية، معتبرة أن
ما حدث فرصة للبحث عن مصادر أخرى للنفط وعدم الاعتماد على مصدر وحيد،
وذهبت بعض الصحف إلى اعتبار المواجهة الحالية «صراع قيم وثقافة».
وأوضحت سويسرا من جهتها لليبيا أنها لا يمكنها التدخل في عمل القضاء
وأن اعتقال هنيبعل لا دخل له بالحكومة كون السلطة القضائية منفصلة، وهو
مبرر لم يقنع ليبيا على ما يبدو إذ إن الإجراءات «الانتقامية» ما زالت
تلوح في الأفق. وعلى الرغم من المساعي التي قام بها الوفد الدبلوماسي
السويسري لتهدئة التوتر، إلا أن الأمور لا تسير في الاتجاه المطلوب في ظل
استياء عام من الطرفين.