فنّ الشّعر الحديث

الشعر العربي الحديث امتداد للشعر العربي القديم ، و إنتاج ثقافي للمبدعين العرب ، و هو ثمرة من ثمار اتصال الشرق العربي بالغرب ، و هذا ما نتج عنه أشكال جديدة للشعر ، و أغراض جديدة ، كما ذهب الشعراء من حيث أسلوب و شكل و معنى قصائدهم إلى عدة مذاهبهم منها :
مذهب القصيدة الاتباعي
و هو نوع من الشعر يرمي إلى الإصلاح في معانيه ، و يحاكي القدماء من حيث الموضوعات والمعاني ، و يبتعد عن الخيال و يعلي شأن العقل ، و يقتصد في اللفظ و يعتمد الوضوح ، و من هذا قول معروف الرصافي :
ابنوا المدارس و استقصوا بها الأملا*** حتى نطاول في بنيانها زحلا
مذهب القصيدة الإبداعي
يعتمد على الخيال و العواطف ، و يبث الشاعر آلامه و مشاعره من خلاله ، و يتغنى بمظاهرالطبيعة الخلابة ، و يميل إلى التشاؤم ، و هذا قول خليل مطران :
و الشّمس في شفق يسيل نظاره *** فوق العقيق على ذرًا سوداء
مــرّت خـلال غمـامتـيـن تحدّرا *** و تقطّرت كالدّمعـة الحمـراء
شعـر المهجـر
هو الشعر الذي كتبه الشعراء الذين تغربوا عن بلادهم و عاشوا في بلاد الغرب ، فعندم اشتاقوا إلى أوطانهم نسج الحنين قصائد عذبة ، و من هئلاء الشعراء إلياس فرحات ، و إيليا أبو ماضي ، حيث يقول إيليا في قصيدة عن وطنه لبنان :
فقلت يا رب فصل صيف *** في أرض لبنان أم شتاء؟
فـإنّــني هــا هنـا غــريـب *** و ليس في غربة هنـاء
المذهب الرمزي
و يعتمد على الإيحاء و الرمز ، و منها قول الشاعر جبران خليل جبران :
هل تخذت الغاب مثلي *** منزلا دون القصور
فـتـتـبّعـت الــسّــواقـي *** و تسلّقت الصّخـور
هـل تحـمّمـت بعـطـر *** و تـنـشّـقـت بـنـور
كما ظهر شكل جديد من الشعر و هو شعر التفعيلة الذي ابتعد عن نظام الشطرين الذي عهدناه في الشعر القديم ، و من ذلك قصيدة عبد الوهاب البياتي في ( انتصار بور سعيد )
على جبين الشّمس بور سعيد
مدينة شامخة الأسوار
شامخة كالنّار
كالإعصار