.. تعتبر رياضة مصارعة الثيران من أهم الرياضات في إسبانيا و من هذه الأشياء التي إشتهرت بها
هذه الرياضة ذلك الوشاح الذي يلوح به مصارع الثيران أمام وجه الثور ، في جرأة و شجاعة بالغة
حيث يعتقد المشاهدون أن أي شيئ لونه أحمر يثير الثور و يدفعه للهجوم .
و لكن من أغرب الحقائق التي توصل إليها العلماء أن نفس مصارع الثيران لو كان يحمل و شاحا أبيض
أو أصفر أو أخضر أو حتى أسود اللون فإنه سيتمكن من القيام بنفس العمل و إثارة الثور بنفس الدرجة
لأن الثيران لا تميز بالمرة بين الألوان المختلفة ، و قد يعترف معظم مصارعي الثيران بهذه الحقيقة
و لكن بصفة شخصية لأنهم جميعا يعرفون هذه الحقيقة معرفة تامة ،فقد قام بعض المصارعين من أبطال
هذه الرياضة بعدة تجارب في هذا الشأن حيث تم إستخدام أقمشة من اللون الأبيض فوجدوا أن الثيران
قد تصرفت بنفس الأسلوب الذي تتبعه بالنسبة للوشاح ذي اللون الأحمر ......
إذن ما الذي يثير الثور ؟ إنها حركة الوشاح الذي يهتز أمامه فقط لا لون الوشاح كما يعتقد معظم
المشاهدين .... أي أن أي شيئ يتحرك أمام الثور سيؤدي إلى إثارته ......
و النتيجة : .. أن إثارة الثور يمكن أن تتم بأي لون و ليس الأحمر فقط !!!!!!!
يعتبر جلد النمر المخطط الناعم الجميل ذات الألوان الزاهية من الجلود
التي يسعى كثير من الناس لاقتنائها ...
و حيوان النمر يعتبر من أكبر و أضخم الأعضاء في عائلة القط . كما أن
النمر يعتبر من أشرس الحيوانات المفترسة في الغابات التي يعيش فيها
في آسيـــا ...
و يردد الناس الكثير من المعتقدات التي توضح سبب هذه الخطوط الواضحة في
جسد النمر ، إلا أن هذا الشكل يرجع في الواقع إلى نظرية إرتباط الحيوان
بالبيئة التي يعيش فيها و محاولة التكيف معها عبر ملايين السنين التي مرت
منذ أن نشأت الحياة على وجه الأرض ....
و لكن من الغريب حقا أن يحتاج حيوان قوى و شرس مثل النمر إلى مثل هذا التمويه
خصوصا و أن النمر يعتبر بلا أعداء سوى الإنسان .. و السبب يرجع إلى أن النمر من
أبرع الصيادينو أخفهم حركة و هو بالطبع يختار فريسته من الحيوانات في المناطق
التي يعيش فيها حيث الغابات ذات الأعشاب الكثيفة المتداخلة ، لذلك فإن هذه الخطوط
تساعده على الإختفاء داخل البيئة و التربص بالفريسة التي سرعان ما ينقص عليها فجأة
و سرعة بالغة ....
و من أغرب الحقائق أن العلماء يعتقدون أن معظم الحيوانات المفترسة لا تميز الألوان
و لمنها ترى الألوان كظلال فقط .. و لذلك فإن الخطوط الرأسية التي تميز جلد النمر
بالنسبة للحيوانات الأخرى و كأنها مجموعات من الظلال و الأضواء بين الأعشاب الطويلة
مما يجعل من الصعب التعرف على النمر و تجنبه ، و هكذا ساعدت هذه الخطوط الجميلة
حيوان النمر في أن يصبح من أبرع الصيادين في مملكة الحيوانات المفترسة داخل الغابة
و لكن من المفارقات العجيبة أن هذه الخطوط الجميلة تعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي
جعلت النمر هدفا لمعظم رحلات الصيد التي يقوم بها الإنسان ، مما جعل فصيلة النمور من
الفصائل المهددة بالخطر و المعروضة للهلاك و الإنقراض ، وتقوم معظم الدول الآسيوية حاليا
بالعمل على حماية فصيلة النمور من الإنقراض ، ولكن أعداد النمور التي تعيش في البراري
الآن قد إنخفضت بدرجة تدعو للإنزعاج . فمثلا في الهند لا يوجد حاليا سوى 2000 من حيوان
النمر بالمقارنة لتعدادها الذي كان يبلغ حوالي 40.000 نمر بداية القرن من الزمان ....