أفلام الرعب لازالت تحظى بشعبية جارفة
يبدو أن أفلام الرعب وآكلي لحوم البشر ستمثل الموجة القادمة في سينما
هوليوود، حيث تستعد دور العرض الأمريكية لاستقبال أكثر من فيلمٍ ينتمي
لهذه النوعية، لعل أقربها فيلم "الحجر الصحي Quarantine" الذي شارك في
بطولته كل من جينفر كاربنتر وستيف هاريس، وهو ما جعل البعض يتنبأ لعام
2009 بأن يكون موسمًا سينمائيًا ساخنًا، ومرعبًا في الوقت نفسه!
وتدور أحداث الفيلم حول مراسلة تلفزيونية وزميلها المصور يقرران أن يقضيا
يومًا في مركز الإطفاء الذي يوجد في لوس انجلوس، غير أن الغموض يبدأ حين
يكتشفان أن المبنى مسكون بمجموعةٍ من من آكلي لحوم البشر، فيحاولان
الخروج، إلا أن إجراءات الحجر الصحي تمنعهما من ذلك، لتستمر الأحداث في
مزيجٍ من الإثارة والغموض.
ويعتبر فيلم "الحجر الصحي Quarantine" هو الفيلم الثالث هذا العام الذي
تقوم حبكته الدرامية على آكلي لحوم البشر بعد فيلم "Day of the Dead" يوم
القتلى، وفيلم "Diary of the Dead" يوميات القتلى، إلا أن هذه الأفلام لم
تحقق إيرادات جيدة بالنسبة إلى حجم الإنتاج الذي تكلفته.
وأرجع عددٌ من النقاد السبب الأساسي وراء هذه الموجة الجديدة من أفلام
أكلة لحوم البشر هو رغبة المنتجين في هوليوود في استغلال النجاح الذي
حققته سلسلة أفلام الشر المقيم "Resident Evil" بأجزائها الأربعة، حيث
تعتبر هذه السلسلة من أشهر سلاسل أفلام آكلي لحوم البشر حول العالم، وبعد
تطور التكنولوجيا الحديثة في مجال التصوير وتطور أسلوب الخدع البصرية
والديكورات في الشخصيات بدأ الانتشار في تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام.
ويعد "Dawn of the Dead" من أشهر أفلام آكلي لحوم البشر حيث حقق نجاحًا
واسعًا حول العالم، وبلغت إيرادات الفيلم نحو 102 مليون دولار أمريكي،
وشارك في بطولته الممثلة سارة بوليي والذي عرض عام 2004.
ومن جهةٍ أخرى فإن الإستخدام المكثف لفن الجرافيك، مكَّن السينمائيين من
تقديم هذه الأفلام دون الحاجة لللجوء إلى نفس الخدع القديمة المتمثلة في
المكياج الثقيل للممثلين الذي يؤدون أدوار أكلة لحوم البشر، كما اتسعت
رقعة مشاهدي هذه الأفلام وصار لها جمهورها الخاص مثل أفلام الحركة
والإثارة والرومانسية والكوميديا.
التسعينيات .. بداية التمرد
ويمكن القول إن عقد التسعينات شهد نوعًا من التمرد على التقاليد
"الهيتشكوكية"- نسبة إلى المخرج الشهير الفريد هيتشكوك- المتبعة في صناعة
هذه النوعية من الأفلام السينمائية.
فقد شكلت أفلام مثل "جريمة الصيف الماضيi know what you did last summer"
لجيم جلاسبي وثلاثية "الصرخةscream" للمخرج ويس كارفين وصولاً إلى
"الآخرين the others " للتشيلي اليخاندرو امينابار– والذي لعبت بطولته
ببراعة الأسترالية نيكول كيدمان- مدرسةً جديدة بحق في صناعة أفلام الرعب.
إذ لم يعد الرعب في هذه الأفلام يتعلق بوحوش أو مصاصي دماء أو قتلة
محترفين، ولم يعد أسلوب الإخراج يعمد إلى إظهار جثث مشوهة أو أبواب متصدعة
أو ملاءات متطايرة؛ بل نجح صنَّاع هذه الأفلام في تقديم رعب أكثر إنسانية
يتعلق بالمخاوف البشرية العادية.
هذا بالإضافة إلى تغير جمهور أفلام الرعب، حيث أصبح الشباب والمراهقين هم
الفئة الأكثر إقبالاً عليها، ما دفع صناع سينما الرعب إلى مخاطبة هذه
الشريحة من الجمهور من خلال جعل أبطال أفلامهم ينتمون إلى نفس المرحلة
العمرية.
الرعب والموعظة الدينية
وقد غلب هذا الطابع على معظم أفلام 2006 ك"بوسايدون" و"النبوءةthe omen "،
وخاصةً هذا الأخير الذي اتخذ الرعب فيه شكل الموعظة الدينية، خاصةً كونه
مستندًا إلى قصة "المسيخ الدجال" المذكورة في أغلب الديانات والكتب
السماوية.
كذلك فإن أفلام الرعب لم تعد قائمة على البطلة– أو البطلة- الفرد الذي
يواجه لوحده مخاوفه في الظلام، بل زادت نسبة الأفلام ذات البطولات
الجماعية والتي تذهب عادةً إلى نجوم هوليوود الشبان كما في فيلم "الاتجاه
الخاطيء wrong turn" أو "متحف الشمع house of wax".