أثبتَتْ رَحَلاتُ الفَضَاءِ أَنَ كَوْكَبَ المَرِيخِ عِبَارَة عَنْ صَحْرَاءٍ جَلِيدِيَةٍ تَهُبُ فِيهَا رِيَاحٌ عَاتِيَة وَ أَنَ كَوْكَبَ الزُهْرَة عِبَارَة عَنْ فُرْنٍ دَرَجَةُ حَرَارَتِهِ 860 دَرَجَة مِئَوِيَة وَ أَنَ غِلافَهُ الجَوِي مُشَبَعٌ بحمْضِ الكِبْرِيتِيك أَيْ أَنَهُ في حَدِ ذَاتِهِ دَمَار لِلْجِنْسِ البَشَرِي ممَا يَعْني اسْتِحَالَةَ الحيَاةِ عَلَيْهِ.
وَ تُؤَكِدُ جمِيعُ الرَحَلاتِ الفَضَائِيَة أَنَهُ بِاسْتِثْنَاءِ الكُرَة الأرْضِيَة
يُعَدُ بَاقِي كَوَاكِب المجمُوعَة الشَمْسِيَة شِبْه مَيِتَة مِنَ الحيَاةِ.
وَ لَكِنْ هُنَاكَ عِلْمًا جَدِيدًا في الغَرْبِ الأمْرِيكِي اسمهُ عِلْم
" تَكْوِين اليَابِسَة " وَ هَذَا العَلْم بِاخْتِصَار يَتَصَوَر أَنَهُ سَوْفَ يَأْتي زَمَنٌ في المسْتَقْبَلِ سَيَتَمَكَنُ فِيهِ العُلَمَاء مِنْ تَطْبِيق التِكْنُولُوجْيَا عَلَى كَوَاكِبِ المجمُوعَةِ الشَمْسِيَة بما يمكِنُ الإنْسَان مِنَ الإقَامَةِ عَلَيْهَا
أَوْ تحوِيلِهَا إلى أَمَاكِن قَابِلَة لِلْسَكَنِ فِيهَا، طِبْقًا لِلْنَظَرِيَة التي تَبْدُو خَيَالِيَةً حَالِيًا... وَ لَكِن مَسْؤُولاً بِوِكَالَة {نَاسَا} الفَضَائِيَة سَبَقَ أَنْ صَرَحَ عَامَ 1975م بِأَنَ هَذَا الموْضُوع يَسْتَحِقُ الدِرَاسَةَ، وَفي عَام 1979م عُقِدَ مُؤْتمر نَاقَشَ إِمْكَانِيَةَ تحسِين أَوْضَاعَ الحيَاةِ عَلَى الكَوَاكِبِ الشَمْسِيَةِ. نَاقَشَ المؤْتمرُ العَدِيدَ مِنَ الدِرَاسَاتِ التي تَبْدُو خَيَالِيَةً حَالِيًا، وَمِنْهَا إِمْكَانِيَة إِحَاطَة سَطْحَ القَمَرِ بِغِلافٍ جَوِيٍ لِيَتَحَوَلَ إلى أَرْضٍ أُخْرَى وَ لِتَحْقِيقِ ذَلِكَ يمكِنُ تَفْجِيرُ أَجْزَاءً مِنْ سَطْحِ القَمَرِ بِانْفِجَارَاتٍ نَوَوِيَةٍ يمكِنُ التَحَكُمَ فِيهَا، وَ بِذَلِكَ تمكِنُ إِحَاطَةُ القَمَرَ بِغِلافٍ غَازِيٍ يمكِنُ تَوْجِيهُهُ هَنْدَسِيًا بحيْثُ يحتَوِي عَلَى الأكْسِجِين وَ النِتْرُوجِين وَ الإيدْرُوجِين. أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ يُنَاقِشُ عُلَمَاء وِكَالَة الفََضَاء الأمْرِيكِيَة إِمْكَانِيَةَ دَفْعِ أَحَدِ الكُوَيْكِبَاتِ بَعِيدًا عَنْ مَدَارِهِ حَوْلَ الشَمْسِ لِيَدْخُلَ إلى مَدَارًا حَوْلَ الكُرَة الأرْضِيَة، وَبِذَلِكَ يمكِنُ التَنْقِيبُ عَنِ المَعَادِنِ في هَذَا الكُوَيْكَب عَلَى اعْتِبَارِ بَعْضِ الكُوَيْكِبَات غَنِيَة بَالمعَادِنِ النَفِيسَة النَادِرَة. وَ الغَرِيبُ أَنَ العُلَمَاء يَطْرَحُونَ نَفْسَ الفِكْرَة لِدَفْعِ الكُوَيْكِبِ بَعِيدًا عَنْ مَدَاِر الشَمْسِ، وَ هُوَ التَفْجِيرَات النَوَوِيَة المحدُودَة.
وَ إِذَا كَانَت بَعْض الكُوَيْكِبَات لاَ تحصُل عَلَى نَصِيبِهَا الكَافي مِنْ ضَوْءِ الشَمْسِ وَ التي تَسْمَحُ بِالحيَاِة عَلَيْهَا فَإِنَهُ مِنَ الممْكِنِ تِرْكِيزُ ضَوْءِ الشَمْسِ عَلَى مِسَاحَاتٍ مُعَيَنَة مِنْ هَذَا الكُوَيْكَب مِنْ خِلالِ مَرَايَا ضَخْمَة عَاكِسَة تُوضَعُ في مَدَارِ هَذَا الكُوَيْكَب وَ التي قَدْ يَصِلُ قُطْرُهَا 8 كِيلُومِتْرَات. وَ العُلَمَاء يَطْرَحُونَ فِكْرَةً أُخْرَى وَ هِيَ بِنَاء شموسٍ صِنِاعِيَة تَعْمَل بِالطَاقَةِ النَوَوِيَة قَادِرَةً عَلَى تَغْذِيَةِ نَفْسِهَا كَالشَمْس، وَ بِذَلِكَ يمكِنُ تَوْفِير الدِفْء وَ الضَوْء عَلَى كَوَاكِب
عِمْلاقَة مِثْلَ زُحَل وَالمشْتَرِي وَ المرِيخ.
وَ هَذَا الكَلامُ لَهُ مُبَرِرَاتُهُ فَسَوْفَ تَنْضَب مَوَارِد الأرْض، وَلابُدَ للإنْسَانِ أَنْ يجدَ أَرْضًا أُخْرَى يَعِيشُ عَلَى خَيْرَاتهَا قَبْلَ أَنْ تَضِيقَ الأرْضُ بِسُكَانهَا.